قل لنفسي خلاصكِ أنا – مزمور 35 : 3

الاخ انور داود

قل لنفسي خلاصكِ أنا  ( مزمور 35 : 3)

صاحب هذا المزمور – وهو في البرية في عمق الألم – يناجي الرب بأن يُسمعه كلمة أو وعدًا يطمئنه أو يطلب من الرب أن يذكره بوعد، ربما نسيه لسبب ضغط الظروف: “قل نفسي خلاصكِ أنا” أو “قل لنفسي مسيحكِ أنا”.

كذلك يطلب من الرب الحديث إلى نفسه المُنهارة الهشة الضعيفة اليائسة، لكي يشددها ويشجعها.

والمرنم هنا عنده إيمان إن كلمة من الرب حية وفعالة وبها يغيث المعيي، كلمة يرسلها لشفاء الجسد والروح والنفس، كلمة بها يدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة، باختصار: كلمة مصحوبة بقدرة الرب.

يطلب من الرب أن يتكلّم إليه، لأن صمت الرب يخيفه، يطلب منه كلامًا مباشرًا، شخصيًا وليس مرسلاً بيد وسيط، كلامًا فيه يستشعر معزة الرب في وسط الظروف، ليسمع الرب يقول لنفسه: “خلاصكِ أنا”.

والمؤمن هنا ينتظر الرب وخلاصه ويُقصد بالخلاص هنا الإنقاذ من الضيقات وهنا يعلن إيمانه حتى لو كانت هناك أناة لحين مجيء الإجابات، هناك اطمئنان أن الدعوة قدام الرب، فيصبر له.  إن الخلاص قادم لا محالة حتى ولو تأنى، سيستجيب.  فالرب له طرقه ولا يعدم وسيلة وله توقيت للنجاة، حتى ولو كان هذا التوقيت هو الهزيع الرابع  من الليل.  لذا دعونا ننتظره ونصطبر له.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.