!كيف عرف المجوس عن مجيء المسيح ملك اليهود ؟

الاخ جون يونان

كيف ومن اين استقى المجوس معلوماتهم عن ميلاد الملك ؟!

هل مجرد ظهور نجم بشكل اعجازي يبرهن على ان الملك المنتظر هو المسيا وبالتحديد سيولد في ارض اسرائيل !؟

الإجابة المباشرة :

عرفوا الحدث العظيم من سفر دانيال النبي في بابل

فبعد السبي البابلي لاسرائيل ويهوذا ، تواجد نبي عظيم على ارض بابل وهو النبي القديس ” دانيال ” .

!!ومن الروعة بمكان ان اطلق عليه الملك نبوخذنصر لقب ” كبير المجوس ”

لنقرأ : من سفر دانيال 11:5

“يُوجَدُ فِي مَمْلَكَتِكَ رَجُلٌ فِيهِ رُوحُ الآلِهَةِ الْقُدُّوسِينَ، وَفِي أَيَّامِ أَبِيكَ وُجِدَتْ فِيهِ نَيِّرَةٌ وَفِطْنَةٌ وَحِكْمَةٌ كَحِكْمَةِ الآلِهَةِ، وَالْمَلِكُ نَبُوخَذْنَصَّرُ أَبُوكَ جَعَلَهُ كَبِيرَ الْمَجُوسِ وَالسَّحَرَةِ وَالْكَلْدَانِيِّينَ وَالْمُنَجِّمِينَ..”

!!نبي عبراني لقبه ملك بابل بـ ” كبير المجوس ”

وبما ان هذا النبي تحت امرته هم المجوس والحكماء وكبار الوجهاء .. فمن الطبيعي ان يدونوا نبواته في كتبهم .

والان لنفحص ماذا تنبأ هذا النبي العظيم وماذا راى ؟

!لقد تنبأ عن المسيح المنتظر كالملك المولود في اسرائيل الذي كل الشعوب تعبده

لنقرأ : دانيال اصحاح 7: 13 -14 و 27

«كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ.

فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.

وايضاً :

وَالْمَمْلَكَةُ وَالسُّلْطَانُ وَعَظَمَةُ الْمَمْلَكَةِ تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ تُعْطَى لِشَعْبِ قِدِّيسِي الْعَلِيِّ. مَلَكُوتُهُ مَلَكُوتٌ أَبَدِيٌّ، وَجَمِيعُ السَّلاَطِينِ إِيَّاهُ يَعْبُدُونَ وَيُطِيعُونَ.

لاحظوا ان جميع السلاطين اياه يعبدون فهو ” الملك ” بل ملك الملوك لأن “جميع ” السلاطين اياه يعبدون ويطيعون

وهكذا قرر المجوس بناء على نبوة “كبيرهم” دانيال .. وهم من الأمم والشعوب ان يكونوا أول العابدين والساجدين له

أما ميعاد ظهور ها الملك العظيم .. فقد حدده المجوس تقريبياً وانتظروه في وقتهم  ايضاً على حساب نبوة “كبير المجوس” دانيال النبي الذي استخدم لقب ” المسيح ”  لاول مرة في العهد القديم.. وذلك في معرض وحي الملاك جبرائيل له عن نبوة ” السبعون اسبوعاً ” عن المسيح ..

”  سَبْعُونَ أُسْبُوعًا قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا، وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ، وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ، وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ. فَاعْلَمْ وَافْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ الأَمْرِ لِتَجْدِيدِ أُورُشَلِيمَ وَبِنَائِهَا إِلَى الْمَسِيحِ الرَّئِيسِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَاثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعًا، يَعُودُ وَيُبْنَى سُوقٌ وَخَلِيجٌ فِي ضِيقِ الأَزْمِنَةِ. وَبَعْدَ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أُسْبُوعًا يُقْطَعُ الْمَسِيحُ وَلَيْسَ لَهُ، وَشَعْبُ رَئِيسٍ آتٍ يُخْرِبُ الْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ، وَانْتِهَاؤُهُ بِغَمَارَةٍ، وَإِلَى النِّهَايَةِ حَرْبٌ وَخِرَبٌ قُضِيَ بِهَا. وَيُثَبِّتُ عَهْدًا مَعَ كَثِيرِينَ فِي أُسْبُوعٍ وَاحِدٍ، وَفِي وَسَطِ الأُسْبُوعِ يُبَطِّلُ الذَّبِيحَةَ وَالتَّقْدِمَةَ، وَعَلَى جَنَاحِ الأَرْجَاسِ مُخَرَّبٌ حَتَّى يَتِمَّ وَيُصَبَّ الْمَقْضِيُّ عَلَى الْمُخَرِّبِ”. ( دانيال اصحاح التاسع عدد 23 – 27)

وقد بقيت نبوات دانيال النبي تلك متواترة في سجلات المجوس، ومكتوبة في دراساتهم الفلكية كما يفعل علماء الفلك اليوم .

ومن تلك النبوات وخاصة التي هي ( دانيال 13:7-14) عن مجيء المسيح استخلص مجوس المشرق الاتي :

اولا:  ستظهر حادثة او ظاهرة فلكية سماوية

!من قوله : ” واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء ”

!وهذا راه وقت ” الليل ” ، بقوله : “كنت ارى في رؤى الليل ”

حيث الافلاك والنجوم .

ثانيا: وهذا الملك الاتي ، هو انسان متجسد بقوله : ” مثل ابن انسان ”

فالمسيح المنتظر الاتي من السماء ولد انساناً كطفل متجسداً

ثالثا: هذا المسيح وظيفته هي انه ” ملك الملوك “

 بقوله : ” واعطي مجداً وملكوتاً”

!وقوله : “سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض ”

فهو الملك صاحب الملكوت الابدي.

رابعا: هذا الملك الاتي والمسيح السماوي المتجسد سيكون خارجاً من بني اسرائيل ( راجع دانيال 27:7)

ومن هذا نعلم سبب توجه المجوس الى ارض اسرائيل فور ظهور النجم .. اذ لم يتوجهوا الى اي جهة اخرى في العالم الا صوب اسرائيل ..

 لان نبوات ” كبيرهم ” دانيال تنبأت عن المسيح الاتي لشعبه اسرائيل اولاً ، وهو ايضاً لجميع الشعوب والامم والالسنة بقوله :

” لتتعبّد له كل الشعوب والامم والألسنة “.

” ملكوته ملكوت ابدي وجميع السلاطين اياه يعبدون ويطيعون”.

ولهذا السبب اتوا من ارضهم ليتعبدوا لهذا الملك السماوي العجيب القدير ..

اذ قد حقق الرب نبوة ” كبيرهم دانيال ” حول مجيئه . ودانيال كان نبياً يهودياً مرسلاً من عند الله وقد تنبأ عن مجيئ المسيح في ارض اليهود .. “

وظهور المعجزة الالهية التي دلت المجوس على تحقيق النبوة .. كانت ” بصورة نجم ” ..

وهذه الطريقة تتناسب مع وظيفتهم الفلكية كمنجمين ..وتتوافق مع نبوة ” كبيرهم ” النبي دانيال .

!المجوس في الكتب الاسلامية

لنقرأ كيف قبلت في كتب المسلمين حادثة ظهور النجم ومجيئ قوم لزيارة المسيح بسبب علامات من نبوة دانيال ..وكيف قدموا له الهدايا ذهباً ولباناً ومراً . نقرأ من : (تاريخ الرسل والملوك – لامام المفسرين الطبري)

“وخرج في تلك الليلة قوم يؤمونه من أجل نجم طلع أنكروه، وكان قبل ذلك يتحدثون أن مطلع ذلك النجم من علامات مولود في كتاب دانيال.  فخرجوا يريدونه، ومعهم الذهب والمُرّ واللّبان، فمروا بملك من ملوك الشأم، فسألهم: أين يريدون؟ فأخبروه بذلك، قال: فما بال الذهب والمرّ واللبان أهديتموه له من بين الأشياء كلها؟ قالوا: تلك أمثاله: لأن الذهب هو سيد المتاع كله، وكذلك هذا النبي هو سيد أهل زمانه، ولأن المر يُجبِر به الجرح والكسر، وكذلك هذا النبي يشفي به كل سقيم ومريض؛ ولأن اللبان ينال دخوله السماء ولا ينالها دخان غيره، كذلك هذا النبي يرفعه الله إلى السماء لا يرفع في زمانه أحد غيره.

فلما قالوا ذلك لذلك الملك حدث نفسه بقتله، فقال: اذهبوا، فإذا علمتم مكانه فأعلموني ذلك، فإني أرغب في مثل ما رغبتم فيه من أمره. فانطلقوا حتى دفعوا ما كان معهم من تلك الهدية إلى مريم، وأرادوا أن يرجعوا إلى هذا الملك ليعلموه مكان عيسى، فلقيهم ملك فقال لهم: لا ترجعوا إليه، ولا تعلموه بمكانه، فإنه إنما أراد بذلك ليقتله، فانصرفوا في طريق آخر، واحتملته مريم على ذلك الحمار ومعها يوسف، حتى وردا أرض مصر، فهي الربوة التي قال الله: “وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين “.

!لنقرأ نبوة اخرى في الكتاب المقدس عن مجيئ المسيح .. وارتبطت بـ ” كوكب ”

نبوة بلعام عن كوكب اسرائيل ! وهي نبوة اطلقها بلعام .. تقول :

ثُمَّ نَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «وَحْيُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ. وَحْيُ الرَّجُلِ الْمَفْتُوحِ الْعَيْنَيْنِ. وَحْيُ الَّذِي يَسْمَعُ أَقْوَالَ اللهِ وَيَعْرِفُ مَعْرِفَةَ الْعَلِيِّ. الَّذِي يَرَى رُؤْيَا الْقَدِيرِ سَاقِطًا وَهُوَ مَكْشُوفُ الْعَيْنَيْنِ: أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ بَنِي الْوَغَى.” (سفر العدد اصحاح  24: 15 -17)

ومن نبوة بلعام نستخلص الاتي :

اولا: لقد تنبأ بحادثة فلكية .. فهو تكلم عن تبصر ” ابصره ” او رؤيا في السماء والفلك .. ويربط هذا بظهور ” كوكب ” او نجم !

ثانيا: ظهور هذا ” الكوكب ” متعلق بمجيئ شخص عظيم في ( يعقوب ) اي ” من اسرائيل ” وليس من اي شعب اخر او مملكة اخرى.

ثالثا: ان هذا الشخص العظيم هو ملك ! بدليل قوله : ” قضيب من اسرائيل “.. ويقصد الصولجان الملكي الذي يحمله الملوك دلالة لاستقامة ملكهم

وهذه النبوة ايضاً احتفظ بها المجوس ، ولكن لماذا ؟

وما علاقة المجوس البابليين بالنبي بلعام ؟! الجواب هو :

المتنبئ بلعام كانت هويته تنحدر من ذات اصل المجوس اي من

 بلاد المشرق في ما بين النهرين !! لنقرأ :

”  فَوَضَعَ الرَّبُّ كَلاَمًا فِي فَمِ بَلْعَامَ وَقَالَ: «ارْجعْ إِلَى بَالاَقَ وَتَكَلَّمْ هكَذَا». فَرَجَعَ إِلَيْهِ وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ مُحْرَقَتِهِ هُوَ، وَجَمِيعُ رُؤَسَاءِ مُوآبَ. فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «مِنْ أَرَامَ أَتَى بِي بَالاَقُ مَلِكُ مُوآبَ، مِنْ جِبَالِ الْمَشْرِقِ: تَعَالَ الْعَنْ لِي يَعْقُوبَ، وَهَلُمَّ اشْتِمْ إِسْرَائِيلَ”. (سفر العدد اصحاح 23: 5- 7)

فهو من ارام من ” جبال المشرق ” .. والمجوس قطعاً كانوا يعرفون نبوته الشهيرة تلك اضافة الى نبوة دانيال .. لانه كان من ” ارض المشرق ” اي من بلاد ما بين النهرين ( بابل – اشور ) التي جاء منها مجوس “المشرق”. والمجوس كانت لغتهم “الآرامية” .. لأنهم من “آرام” من جبال المشرق .. لنقرأ :

” وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِ نَبُوخَذْنَصَّرَ، حَلَمَ نَبُوخَذْنَصَّرُ أَحْلاَمًا، فَانْزَعَجَتْ رُوحُهُ وَطَارَ عَنْهُ نَوْمُهُ. فَأَمَرَ الْمَلِكُ بِأَنْ يُسْتَدْعَى الْمَجُوسُ وَالسَّحَرَةُ وَالْعَرَّافُونَ وَالْكَلْدَانِيُّونَ لِيُخْبِرُوا الْمَلِكَ بِأَحْلاَمِهِ. فَأَتَوْا وَوَقَفُوا أَمَامَ الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلِكُ: «قَدْ حَلَمْتُ حُلْمًا وَانْزَعَجَتْ رُوحِي لِمَعْرِفَةِ الْحُلْمِ». فَكَلَّمَ الْكَلْدَانِيُّونَ الْمَلِكَ بِالأَرَامِيَّةِ: «عِشْ أَيُّهَا الْمَلِكُ إِلَى الأَبَدِ. أَخْبِرْ عَبِيدَكَ بِالْحُلْمِ فَنُبَيِّنَ تَعْبِيرَهُ” ( دانيال 1:2-4).

!لغتهم الآرامية سهلت لهم مخاطبة مريم العذراء ويوسف النجار

من الرائع ان نذكر كيف يفتتح البشير متى الرسول بشارته – انجيله الموجه لليهود – بحادثة المجوس .. وذكره عن أول من احنى ركبته وسجد للمسيا المخلص كانوا أمم من ارض ابراهيم

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies.